الثلاثاء، 9 يونيو 2009

تقليد أم غبـــــاء ؟

عانينا و لا نزال نعاني من الأفكار الجافة و العادات البليدة التي نتمسك بها بشكل أعمى لا مبرر له ، فقط لأننا وجدنا آبائنا و أجدادنا متمسكين بها .. رب عذر أقبح من ذنب !
لقد قام مجموعة من العلماء بتجربة ملفتة للإنتباه تبين سلوك الحيوانات ، فهل نخضع نحن بني البشر لنفس القانون ؟
تأملوا معي التجربة : وضعو داخل قفص خمسة قردة من فصيلة الشامبانزي و علقوا على سقف القفص حبات موز ، و تعمدو أيضا وضع سلم داخل القفص ، طبعا بذكاء و فطنة هذا الحيوان سيدرك بسهولة كيف يحصل على الموزة ، قام احدهم مباشرة بتسلق السلم فرش العلماء الماء البراد جدا على الحيوان و كذلك البقية ... و كلما حاول أحدهم تسلق السلم كانت النتيجة رش المء البارد عليهم.. فتعلموا الدرس: عدم محاولة الحصول على الموز و إلا حصل ما لا يطيقونه ، ماء بارد يجمد أضلاعهم..
بعد مدة إستبدل العلماء أحد القردة الخمسة بقرد آخر لم يشهد تجربة الماء البارد ، فسرعان ما حاول تسلق السلم للحصول على الموز ، لكن..... البقية منعته و تمسكوا به ، أتدرون لماذا ؟ لأنهم يعرفون أن النتيجة مؤلمة ، الماء البارد.
ثم قام العلماء باستبدال قرد آخر فكانت النتيجة أن منع هو الآخر من الحصول على الموزة... و المدهش في الأمر ان القرد الجديد كان يساهم هو الآخر في منع زميله من الحصول على الموز رغم أنه لم يرش عليه الماء .
و بعد أن تم استبدالهم جميعا ، بقي "التقليد" نفسه داخل القفص ، ممنوع تسلق السلم و الحصول على الموز ! لماذا ؟ لا أحد يعلم ، مجرد تقليد و السلام !
القردة الأوائل كان لهم عذرهم ، لكن الجدد ، ما هو عذرهم ؟
لو سألناهم لقالوا : لقد وجدنا آبائنا لذلك فاعلون !
أليس هذا هو حالنا ؟ ألسنا نقلد أحيانا أبائنا و أجدادنا دون أن نعرف بالضبط ما الحكمة من ذلك ؟ لماذا لا نستعمل عقولنا ؟
هل هذا إذن تقليد أم غباء ؟
لذلك قال إنشتاين قديما : هناك شيئان لا حدود لهما ، العالم و غباء الإنسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق