الجمعة، 24 يوليو 2009

كن محدثا بارعا تكسب قلوب الناس

الكثير من الناس يعتقدون على خطأ أن المحدث البارع هو فقط ذلك الشخص الذي يملك فصاحة في الكلام و يحسن استعمال الكلمات الجذابة و العذبة و المجاملات التي تجعل الناس يحبونه و يستمتعون برفقته ... أو ذلك الخطيب الذي إذا وقف يكلم الناس ملك أفئدتهم و نجح في إقناعهم بأفكاره. لكن الحقيقة قد تكون محدثا دون أن تتكلم .. المستمع أيضا محدث ..
قبل البدأ وجب ضبط مفهوم كلمة "محدث" : تعني هذه الكلمة الشخص الذي يدير الحوار و النقاش بين طرفين أو أكثر. سواء كان هذا الحوار بشكل مباشر (وجها لوجه) أو غير مباشر (عبر الهاتف مثلا..)
و الحديث يبنى أساسا على فكرة قابلة للمناقشة ، أو رواية خبر ينقله المجدث للمستمع ، و بالتالي يقول علماء اللغة أن المنطق يتطلب في هذه العملية ثلاث عناصر ضرورية
المرسل : و هو الشخص صاحب الفكرة ، أو المتكلم (سواء بالنطق أو بإشارات معينة )
المتلقي : أي المستمع ، أو الشخص الذي يستقبل الفكرة المعبر عنها من طرف المرسل (المتكلم)
الرسالة : و هي الفكرة أو المعنى المراد توصيله للمتلقي ،سواء كان خبرا ، تعبيرا عن رأي ، سؤالا .. أو غيره
و هذه العملية لا تتم أو تكون مبتورة إذا لم يتوفر أحد هذه الشروط .
من هنا نخلص إلى أن عملية الحوار تتطلب على الأقل طرفان ، فإذا إنشغل المستمع عن الإستماع مثلا كان الحديث لا جدوى منه . قد يقول لي قائل (صحيح لكن ما دخل ه1ذا بكسب قلوب الناس ؟)
يروي "ديل كارنيجي"و هو أحد العلماء المتخصصين في العلاقات الإنسانية مثالا حيا قصه عليه أحد تلامذته عن جده ال1ذي كان يسكن في البادية و يعمل كمربي للمواشي ذات النوعية الجيدة ، و كاننت تلك البلدة تنظم كل سنة مسابقة لأحسن المواشي و كان يفوز هو دائما بالميدلايات و الشهادات ، يقول كان جدي يحتفظ بتلك النياشين الفضيو و الذهبية و قد علقها على شريط طويل ، و كلما جائنا ظيف أخد يحدثه عن المواشي و أنواعها و كيفية المحافظة على السلالات المختلفة ثم يخرج له ذلك الشريط الحريري الذي علق عليه العشرات من الأوسمة .. و وجهه يشع فخرا و سرورا .. حتى و لو كان هذا الضيف لا يكترث لأمر المواشي و لا يفقه في هذا الحديث شيئا .. ثم حين ينصرف يقول " آه لقد كان محدثا بارعا !!"
محدثا بارعا ؟ إنه لم يقل شيء ! كان فقط يستمع . يقول "كارنيجي" : لو تركت محدثك يسترسل في حديثه ، و عبرت له عن إهتمامك بما يقول و جعلت من ملامح وجهك و تعابيره تنم عن إقبالك عليه و اندهاشك بما تسمعه، لكن بصدق و إلا أصبح نفاقا ، تتملك قلب محدثك و يشتاق للكلام معك مرة أخرى . أتدري ما هو السر في ذلك ؟
حسنا ، من طبيعة النفس البشرية حب الإهتمام ، و عندما يتحدث احدنا و يجد من يصغي إليه بشغف ، يشعر بهذا الإهتمام و بالتالي يزداد شغفا لإشباعه و هو في الحقيقة مثل ماء البحر ، كلما شربت منه ازددت عطشا !!
المحدث البارع إذن ليس هو المتكلم فقط ، و إنما المستمع ، فإذا كنت ممن يتقنون هذا الفن ، نجحت و نلت ما تريد.
ثم إن المستمع لا بد له أن يتكلم أيضا أثناء الحوار ، أليس كذلك ؟ فالكلام لا يجب أن يخرج عن دائرة اهتمامات محدثك ، إكتشف هذه الاهتمامات بالاستماع إليه أولا ثم ابقى في دائرة ما يهمه و عبر له عن حبك لمعرفة ما يعرفه و لا تكثر من الأسئلة ... و سترى النتائج المذهلة بعد ذلك .

هناك 4 تعليقات:

  1. http://m00ngirl11.blogspot.com/
    Get to know mohammad peace be upon him
    تعرف على رسول الرحمه باللغه الانجليزيه .. انشر تؤجر

    ردحذف
  2. Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen

    ردحذف