السبت، 23 مايو 2009

هل نستطيع تغيير عاداتنا السيئة ؟

ما هي العادة ؟
العادة حسب أهل الاختصاص هي سلسلة من السلوكات المتكررة بشكل آلي و المكتسبة بالتكرار. و العادات تبدا بالتكون لدى الإنسان منذ مراحل نموه المبكرة، أي منذ الولادة، و بعض العلماء يقولون منذ أن كان جنينا في بطن أمه !!
تؤثر العادات في سلوكاتنا سلبا أو إيجابا على حسب طبيعة و حدة كل عادة. فمنها ما يساعد على التعلم و منها ما يكون عائقا أم تطور التعلم .. لكن قبل التفصيل في هذه الأطروحة، علينا أن نعدد أنواع العادات
أنواع العادات :
1. عادات حركية : و هي العادات المرتبطة بالسلوكات الحركية و التي تكتسب في أغلب الأحيان من التكرار. إن تعلم مهارة معينة يتطلب التكرار لتصبح عادة و سلوك آلي مثل قيادة الدراجة أو الكتابة على الآلة الراقنة...الخ
لكن للعادات الحركية أيضا بعض المزايا و المساوئ، من مزاياها أنها تسهل على المرء التعلم و اختصار الوقت و تكسبه المهارة و السرعة في إنجاز عمل ما، مثل العامل الذي ينجز عمله في المصنع بشكل أوتوماتيكي فيختصر الوقت و يتقن العمل.
2. عادات فكرية : و هي أخطر أنواع العادات ذلك أن الأفكار تتحكم بشكل كبير في السلوك . العادات الفكرية هي العادات التي تحدد نمط تفكيرنا ، فالتشاؤم و التفاؤل مثلا عادات فكرية و التركيز و مهارات الادراك المختلفة و دقة الملاحظة و الفهم عادات تكتسب ايضا ...
3. عادات نفسية : بالإضافة إلى العادات الفكرية ، هنك العادات النفسية التي تكتسب منذ الطفولة أيضا و تتحكم بشكل كبير في مصير شخصية الفرد. فالشجاعة و قوة الإرادة و الإقدام كلها عادات إيجابية. و الجبن و ضعف الإرادة ليست سوى عادات سيئة يمكن التغلب عليها..
4. عادات حيوية : و هي العدات البيولوجية مثل الإدمان على التدخين و شرب القهوة و غيرها ، هذه العادات تختلف درجة قوتها إلى مستويات عديدة فمنها ما يصل إلى مستوى خطير يتطلب تدخل الطب لإزالتها. و منها ما يحتاج إلى قليل من الإرادة ليس إلا .
5. عادات إجتماعية : و هي العادات الأكثر تحكما في حياتنا و هي عديدة و متنوعة ، و تختلف باختلاف المجتمعات من منطقة لأخرى. و تختلف خطورتها على حسب درجة إيمان الناس بها . فالعادات في الأعراس و الاعياد الدينية كثيرة جدا مثل زيارة قبور المشايخ و اعتبارها طقوس دينية يجب احترامها بشدة.
السؤال المطروح الآن : هل نستطيع تغيير هذه العادات ؟
الجواب : نعم ، فبما أن العادة ليست سوى سلوك مكتسب بواسطة التكرار، فيمكن تغييره بواسطة تكرار عكسه .
كيف؟
إذا أراد أحدنا مثلا أن يغير عادة فكرية سيئة و هي الإنطلاق دائما من أحكام مسبقة و توقع النتائج قبل حدوثها ، عليه أن يخطط لطريقة جديدة في التفكير و هي أن يكون منطقي و موضوعي في حكمه على الأشياء (أي عدم الحكم على الشيء قبل حدوثه) ثم الأهم من ذلك و هو التمرن ثم التمرن على الطريقة الجديدة ، و النتيجة هي أن تتلاشى العادة الأولى شيئا فشيئا..
و تغيير العادات الحيوية يتم بقهرها و إرغام أنفسنا على التخلي عنها مهما حدث، لأن عادة التدخين مثلا تعطي الانطباع بأن التدخين ضرورة بيولوجية فنقتنع بضرورته في حياتنا. في حين أن الذين لم يتعودوا عليه لا يرون ذلك أبدا. فالحل إذن يكمن في الإرادة و اإرادة وحدها.. يقول العلماء : "خير عادة ألا تتعود أية عادة"
في الحقيقة حياتنا مليئة بالعادات، لكن علينا أن نعي أن لهذه العادات خطورتها علينا ، فهي إما أن تقيدنا و تجعلنا عبيدا لها... أو تنمي مهاراتنا و تجعلنا متميزين عن غيرنا. فعلينا أن نكتسب العادات الأفضل.
يقول الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون : إن كل سلوك يكون بسيطا فإذا كررته للمرة الثانية و بنفس الشكل أخد صورة العادة ...
فاحدر من تكرار ما لا ينفع !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق